قال الله تعالى {لَمَآ آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} فاللام التي مع "ما" في أول الكلام هي لام الابتداء نحو "لزَيدٌ أَفضَلُ مِنكَ"، لأن {مَآ آتَيْتُكُمُ} اسم والذي بعده صلة. واللام التي في {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ} لام القسم كأنه قال "واللهِ لَتُؤمِنُنَّ بِهِ" فوكد في أول الكلام وفي آخره، كما تقول:"أَمَا واللهِ أَنْ لَوْ اجِئْتَني لَكان كذا وكذا"، وقد يستغنى عنها. ووكّد في {لَتُؤْمِنُنَّ} باللام في آخر الكلام وقد يستغنى عنها. جعل خبر {مَآ آتَيْتُكُمْ مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ}{لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} مثل "ما لِعَبْدِ الله؟ واللهِ لَتْأتِيَنَّه". وان شئت جعلت خبر (ما){مِنْ كِتابٍ} تريد {لَما آتَيْتُكُمْ كتابٌ وحِكْمَةٌ} وتكون "مِنْ" زائدة.