إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ} [الأنعام: ٣٦] قال مجاهد، وقتادة: يعني المؤمنين الذين يسمعون الذكر فينتفعون به، وقال الزجاج: يعني الذين يسمعون سماع قابلين.
{وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}[الأنعام: ٣٦] يعني: الكفار، يقول الله سبحانه وتعالى: إنما يستجيب للحق المؤمنون، فأما الموتى وهم الكفار فإن الله يبعثهم في الآخرة {ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ}[الأنعام: ٣٦] يرجعون فيجزيهم بأعمالهم.
قوله:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ}[الأنعام: ٣٨] قال ابن عباس: يريد: كل ما دب على الأرض وجميع البهائم.
وقال الزجاج: جميع ما خلق الله في الأرض من حيوان لا يخلو إما أن يدب وإما أن يطير، وهو قوله:{وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ}[الأنعام: ٣٨] وذكر الجناح تأكيد، كقولك: نعجة أنثى، وكلمته بفمي، ومشيت برجلي.
وقوله:{إِلا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}[الأنعام: ٣٨] قال مجاهد: أصناف مصنفة تعرف بأسمائها.
يريد: أن كل جنس من الحيوان أمة تعرف باسمها، كالطير والظباء والذئاب والأسود مثل بني آدم يعرفون بالإنس والناس.
وقال الزجاج: يعني أمثالكم في أنهم يبعثون، لأنه قال:{وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ}[الأنعام: ٣٦] ، ثم أعلم أنه ما من دابة ولا طائر إلا أمثالكم في الخلق والموت والبعث.