وروى أبو هريرة، أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:«إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله، بين الدرجتين كما بين السماء والأرض» .
وقوله:{ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ}[النساء: ٩٧] أي: بالمقام في دار الشرك، نزلت الآية في قوم كانوا قد أسلموا ولم يهاجروا، حتى خرج المشركون إلى بدر فخرجوا معهم فقتلوا يوم بدر، فضربت الملائكة وجوههم وأدبارهم، وقالوا لهم: ما ذكر الله سبحانه وهو قوله: {قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ}[النساء: ٩٧] أي: أكنتم في المشركين أم في المسلمين؟ وهذا سؤال توبيخ وتعيير.
فاعتذروا بالضعف عن مقاومة أهل الشرك وهو قوله:{قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ}[النساء: ٩٧] يعني: أرض مكة، فحاجتهم الملائكة بالهجرة عن دارهم، وهو قوله:{قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا}[النساء: ٩٧] يعني: المهاجرة إلى المدينة مع المسلمين، وذلك أن الله تعالى لم يرض بإسلام أهل مكة حتى يهاجروا، ولذلك قال:{فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}[النساء: ٩٧] ، وذلك أنهم خرجوا مع المشركين يكثرون سوادهم فقتلوا معهم.