للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

إذا بغدير الأشطاط قريباً من عسفان أتاه عينه الخزاعي، فقال: إني قد تركت كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك، وقال: قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعاً وهم مقاتلوك، وصادوك عن البيت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أشيروا علي؟ أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم، فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين عروبين وإن نجوا)) ، وقال يحيى بن سعيد، عن ابن المبارك ((محزونين وإن يحنون تكن عنقاً قطعها الله أو ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه؟)) فقال أبو بكر: الله ورسوله أعلم، يانبي الله إنما جئنا معتمرين ولم نجئ نقاتل أحداً، ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فروحوا إذاً)) ، قال الزهري: وكان أبو هريرة يقول: مارأيت أحداً قط كان أكثر مشورة لأصحابه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال الزهري في حديث: المسور بن مخرمة ومروان: فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين)) فوالله ماشعر بهم خالد حتى إذا هو بعثرة الجيش فانطلق يركض نذيراً لقريش وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها، بركت راحلته.

وقال يحيى بن سعيد عن ابن المبارك: بركت بها راحلته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((حل حل)) فألحت، فقالوا: خلأت القصواء، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما خلأت القصوى وماذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل)) ، ثم قال: ((والذي نفسي بيده لايسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)) ثم رجزها فوثبت به، قال: فعدل عنها حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء تربضاً، الناس يتربضه فلم يلبث الناس أن

<<  <  ج: ص:  >  >>