للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المُرَادَ هُنَا بالإِيمَانِ الإِيمَانُ الزَّائِدُ عَلَى أَصْلِهِ، يعني: التثبيت واليَقِين، وَهَذَا هُوَ الَّذِي وَقَعَ.

وفي القصة -إِنْ شَاءَ اللَّهُ- فوائدُ عظيمةٌ، ومناقبُ لأُم موسى.

قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ} الالتقاط غير الأخذ، فالالتقاط يَكُونُ عَنْ طَلَبٍ، وَهُوَ يَخْتَصُّ بالآدميِّين، فالإِنْسَانُ فقط هُوَ مِنْ يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ (اللقيط)، وَهُوَ عِبَارَةٌ عَنِ الطفل المنبوذ، أَوِ الطِّفْلِ الضائع، هَذَا هُوَ التعبير.

وَقَدْ يُقَالُ إنهم التقطوه، بمعنى: أخذوه، أي: بِدُونِ أي عِوَضٍ، وعلى سبيل الامتهان، كغَنيمة أخذوها.

وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا} للعاقبة، وَلَا تَكُونُ للتَّعلِيل؛ لِأَنَّهُمْ لَمْ يلتقطوه لكي يكون عدوًا لهم، ولكن العاقبة كَانَتْ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّهُمْ لَوْ عَلِمُوا بأنه يَكُونُ لهمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا لقتلوه. وهناك من أَهْلَ الْعِلْمِ مَنْ قَالَ بِأَنَّ اللام للتَّعلِيل تَكُونُ فِي عِلْمِ اللَّهِ، ولكن الصَّحِيحُ أَنَّهَا للعاقبة؛ لأنَّها تعليل للفعل منهما {فَالْتَقَطَهُ}.

وقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} تعليليَّة، ومُعَلَّلُها قَوْلُهُ تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ} هَذَا التَّعْلِيلُ تعليلٌ لمِا قَبْلَهُ، يكون عَلَيْهِمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا؛ لأنَّهُم خاطئون.

قَوْله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا}، أي: فَارِغًا مِنْ ذِكْرِ كُلِّ شَيْءٍ، مَا فِي قلبها إلَّا موسى.

<<  <   >  >>