ووجه الدلالة من ذلك: أن من قدر على إحياء الأرض بعد موتها قادر على إحياء الموتى وبعثها، كما قال ربنا – جل جلاله – في سورة الأعراف:{وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْموْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} الأعراف٥٧، وقال – عز وجل – في سورة مريم:{يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} الروم١٩، وقال – جل وعلا – في سورة ق:{وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُّبَارَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ رِزْقاً لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتاً كَذَلِكَ الْخُرُوجُ} ق٩-١١، وقال – جل وعز – في سورة حم فصلت:{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فصلت٣٩، وفي المسند عن أبي رزين العقيلي – رضي الله تعالى عنه – قال: أتيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقلت: يا رسول الله، كيف يحيي الله الموتى؟ قال: "أما مررت بأرض من أرضك مجدبة، ثم مررت بها مخصبة؟ قال: نعم، قال: كذلك النشور (١)
(١) انظر المسند: (٤/١١، ١٢) والحديث قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد: (١/٥٣) في إسناده سليمان بن موسى وثقه ابن معين وأبو حاتم وضعفه آخرون ١هـ قال عبد الرحيم: وقد تابعه وكيع بن عدس – ويقال: حدس – في المسند أيضاً: (٤/١١، ١٢) وفي المستدرك: (٤/٥٦٠) – كتاب الأهوال وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد تقدم في هذا الكتاب المبارك بيان حال وكيع، ورواه عبد الله في زائد المسند: (٤/١٣) بنحوه من طريق دلهم بن الأسود بن عبد الله بن حاجب بن عامر بن المنتفق العقيلي عن أبيه عن عمه أبي رزين العقيلي لقيط بن عامر ابن المنتفق، ممن طريق دلهم عن أبيه الأسود عن عاصم بن لقيط أن لقيطاً بنحوه، قال الهيثمي في المجمع: (١٠/٣٤٠) رواه عبد الله والطبراني بنحوه، وأحد طريقي عبد الله إسنادها متصل، ورجالها ثقات والإسناد الطبراني مرسل عن عاصم بن لقيط أن لقيطاً ١هـ وقال ابن حجر في التهذيب: (٥/٥٧) ، في ترجمة لقيط: ورواه الطبراني مطولا ً وهو حديث غريب جداً ١٠هـ رواه الحاكم في المستدرك: (٤/٥٦٠-٥٦٤) من طريق يعقوب بن عيسى، وقال: هذا حديث جامع في الباب صحيح الإسناد، كلهم مدنيون ولم يخرجاه، وتعقبه الذهبي بقوله: قلت يعقوب بن مجمد بن عيسى الزهري ضعيف، ورواه أبو حفص بن شاهين كما في الإصابة: (٣/٣٣٠) في ترجمة لقيط، فالحديث حسن بتلك الطرق إن شاء الله تعالى.