وقال أبو إسماعيل عن مجالد عن الشعبي أن صديقاً لشريح خرج هارباً من الطاعون، فأقام بالنجف فكتب إليه شريح: إن المكان الذي أنت به بعين من لا يفوته طلب، ولا يعجزه هرب، والمكان الذي خلفت لا يعجل امرءاً إلى حمامه قبل أجله، ولا يظلمه أيامه، وأنت وهم على بساط واحد، وإن النجفة من ذي القدرة لقريب.
وقال أبو عاصم من ولد عباد بن زياد: كانت الطواعين بالشام كثيرةً وكانت الخلفاء وأبناء الخلفاء يتبدون ويهربون من الريف فينزلون البرية خوفاً من الطاعون. فلما أراد هشام بن عبد الملك أن ينزل الرصافة قيل له: يا أمير المؤمنين، لا تجزع فإن الخلفاء لا يطعنون، ولم نسمع بخليفة طعن ولم نره. قال: أتريدون أن تجربوا في؟ فتحول فنزل الرصافة وهي برية، وبنى فيها قصرين.
قال: وكان عبد العزيز بن الوليد ينزل أسيساً فقدم على أبيه بدمشق غلام للوليد فقال الوليد لابنه عبد العزيز: يا بني، ارجع إلى منزلك. قال: