الدليل الثاني: أنه لو كان في القرآن مجاز: لجاز أن يسمى الله
تعالى متجوزاً أو مستعيراً، فلما لم يجز أن يُسمَّى به: دلَّ على أن
القرآن لا يوجد فيه مجاز.
جوابه:
نجيب عنه: بأن أسماء اللَّه تعالى تثبت توقيفا، ولم تثبت اشتقاقا.
الدليل الثالث: أن المجاز فيه إيهام، فهو لا يفصح عن المراد فيقع
فيه الإشكال والإلباس، والقرآن لا يجوز أن يكون فيه تلبيس؛ لأن
الله وصفه بأنه بيان، حيث قال: (تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ) .
جوابه:
نجيب عن ذلك بجوابين:
الجواب الأول: أن التعبير بالمجاز يكون إلباسا لو لم توجد فرينة
تدل على المراد، لكن توجد قرينة في المجاز تدل على المراد، فدل
على أنه ليس فيه تلبيس.
الجواب الثاني: أن القرآن ليس كله بيانا، بل بعضه، والبعض
الآخر يحتاج إلى بيان كالمتشابه، والمجمل، ونحو ذلك، ويدل
على ذلك قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ) ،
فلو كان جميعه بياناً لما احتاج إلى مبين.
بيان نوع الخلاف:
الخلاف في هذه المسألة خلاف لفظي يرجع إلى تفسير الحقيقة ما
هي.
فإن كان المراد بها الحق، فقد أجمع العلماء على أنه لا مجاز في