للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربيتهُ وهو مثلُ الفرخ أعظمه … والكلب يلحس من تحت استه الرّدجا (١)

- ٣ -

وممن عق أباه لبطة بن الفرزدق (٢)، وكان يطيع امرأته وكانت تحرشه عليه، فقال الفرزدق:

أأن أرعشت كفّا أبيك وأصبحت … يداك يدي ليثٍ فإنك حاربهُ (٣)

إذا غلبَ ابنٌ بالشَّبابِ أباً له … كبيراً فإن الله لا بدَّ غالبهُ (٤)

رأيتُ تباشيرَ العقوق هي التي … من ابن امرئ ألّا يزال يغالبه (٥)

ولمَّا رآني قد كبرتُ وأنَّه … أخو الحيّ واستغنى عن المسح شاربهُ (٦)

أصاخَ لعريان النجىّ وإنَّه … لأزورُ عن بعض المقالةِ جانبه (٧)

أنكر أبو غسان «أخو الحن» وإنما هو «الحي». قال: كان يقال له:

يا بني، فصار اليوم يقال له: يا أخي.


(١) الردج، بالتحريك: أول: ما يخرج من بطن الصبى.
(٢) سمى الفرزدق بنيه على السخرية: لبطة، وسبطة، وحبطة، وكلطة، وجلطة.
وركضة، وزمعة. انظر الشعر والشعراء ٤٤٥ وما في حواشيه من المراجع.
(٣) الأبيات في ديوانه ١٢٤ - ١٢٥ والأغانى ١٩: ٢٣. وفي الديوان والأغانى:
«فإنك جاذبه».
(٤) الديوان والأغانى: «إذا غالب ابن».
(٥) الديوان والأغانى: «ما إن يزال يعاتبه».
(٦) الأغانى والديوان: «وأنني أخو الحي»، وليس بشيء.
(٧) في اللسان: يقال فلان عريان النجى، إذا كان يناجى امرأته ويشاورها ويصدر عن رأيها. ومنه قوله:
أصاخَ لعريان النجىّ وإنَّه … لأزورُ عن بعض المقالة جانبه
قال: أي استمع إلى امرأته وأهاننى. وأصل معنى النجى من تناجيه وتساره.

<<  <  ج: ص:  >  >>