على الرغم من أنَّ سؤال الكافرين كان عن الثلاثة: أصحاب الكهف وذى القرنين والروح (١) فجاء حديثه عن الروح فى (الإسراء) لأنَّه به أليق وأنسب، وذكر قصة الكهف وذى القرنين هنا لما فيهما من دلالة على نعمة الإبقاء الأول بالهداية إلى الحق والصراط المستقيم.
وقد ختم السُّورة بما هو دالٌّ على ذلك -أيضا - فكان متناغيًا متآخيًا مع ما استفتحت به إذ يقول - سبحانه وتعالى -: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً * قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً}(الكهف:١٠٩ -١١٠)
***
(١) - ينظر: تفسير ابن كثير:أول سورة الكهف، وأسباب النزول للواحدي ص:١٩٧- ط: الحلبي ١٣٨٨