(٢) - يقول البدر بن مالك "ت ٦٨٦ هـ": «واذا نظرت الى فواتح السورجملها ومفرداتها رايت من البلاغة والتقنن وأنواع الاشارة ما يقصر عن كنه وصفة العبارة» (المصباح:٢٧١) ويقول الخطيب (٧٣٩ هـ) «وأحسن الابتداءات ما ناسب المقصود» (الإيضاح: بغية: ٤/١٣٠) ثم يقول فى آخر العبارة له فى الايضاح «جميع فواتح السور وخواتمها واردة على احسن وجوه البلاغة واكملها – يظهر ذلك بالتامل فيها مع التدبر لما تقدم من الاصول) . وهى مقالة كثيفة متَّسمة بالإشارة إلى أنَّ استبصار دلالة المطلع على المقصود إنَّما يكون بالتامل والتدبر وفقا لأصول علوم البلاغة المعانى والبيان من خصائص أنماط التراكيب وضروب التصوير وصنوف التحبير، فهذا إيماء إلى وجوب التدبر البيانيّ لمطلع السورة لاستكشاف دلالتها على مقصود السورة، وذلك يعنى أن دلالته على المقصود ذات خفاء لا يستبصره إلا أهل العلم.