للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجزية عن يد وأنتم صاغرون، فإن أبيتم فإني أنبذ إليكم على سواء فقالوا: لا طاقة لنا بحرب العرب، ولكن نؤدي الجزية، قال: فجعل عليهم ألفي حلة: ألفا في رجب، وألفا في صفر، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لقد أتاني البشير بهلكة أهل نجران حتى الطير على الشجر لو تموا على الملاعنة".

ومن طريق السدي١ قال: فأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بيد الحسن والحسين وفاطمة وقال لعلي: اتبعنا فلم يخرج النصارى وصالحوه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو خرجوا لاحترقوا". ومن طريق علباء٢ بن أحمد اليشكري٣: فقال شاب منهم: لا تلاعنوا أليس عهدكم بالأمس بإخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟

١٩٥- قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ} [الآية: ٦٤] .

قال الثعلبي: قال المفسرون: قدم وفد نجران فالتقوا مع اليهود، فاختصموا في إبراهيم، فقالوا يا محمد إنا اختلفنا في إبراهيم، فزعمت اليهود أنه كان يهوديا وهم على دينه، وهم أولى الناس به، وزعمت النصارى، أنه كان نصرانيا وهم على دينه، وهم أولى الناس به. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلا الفريقين بريء من إبراهيم ودينه بل كان حنيفا ومسلما" فقالت اليهود: يا محمد ما نريد أن نتخذك ربا كما اتخذت النصارى عيسى ربا فأنزل الله عز وجل: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُم} انتهى. وإطلاقه على قائل هذا -مع ضعفه- أنه قول المفسرين مما ينكر


١ "٦/ ٤٨١" "٧١٨٣" وفي النقل اختصار.
٢ "٦/ ٤٨٢" "٧١٩٠".
٣ في الأصل: العسكري وهو تحريف وعلباء من التابعين في خراسان انظر "مشاهير علماء الأمصار" "ص١٢٥" وقال الذهبي في "الكاشف" "٢/ ٢٤١": "وثقوه" ولكن ابن حجر قال في "التقريب" "ص٣٩٧": "صدوق".

<<  <  ج: ص:  >  >>