للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق آخر: أخرج الواحدي١ من طريق سهل بن عثمان العسكري عن ابن نمير عن حجاج عن سالم٢ المكي عن ابن الحنفية كان المسلمون يكرهون أن يتصدقوا على [فقراء] ٣ المشركين حتى نزلت هذه الآية فأمروا أن يتصدقوا عليهم.

قول آخر: أخرج الثعلبي من تفسير ابن الكلبي٤ قال: اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة القضاء وكانت معه في تلك العمرة أسماء بنت أبي بكر فجاءتها أمها قتيلة٥ وجدتها -يعني لأمها- تسألانها، وهما مشركتان فقالت: لا أعطيكما شيئا حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنكما لستما على ديني فاستأمرته في ذلك فأنزل الله تعالى هذه الآية، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول هذه الآية أن تتصدق عليهما فأعطتهما. انتهى٦.

وقال مقاتل بن سليمان٧: نزلت في أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة جدها أبي قحافة فنزلت.


١ "ص٨٣".
٢ في الواحدي: سلمان.
٣ من الواحدي.
٤ ونقله الواحدي عن الكلبي "ص٨٣" ولم يذكر الثعلبي وكأنه أخذه منه.
٥ ذكرها المؤلف في "الإصابة" القسم الأول "٤/ ٣٨٨-٣٨٩" "٨٨٥" باسم "قتلة" وقال: "وقيل: بالتصغير ... " ثم قال: "إن كانت عاشت إلى الفتح فالظاهر أنها أسلمت".
٦ قال ابن كثير في تفسير سورة الممتحنة "٤/ ٣٤٩": "قال الإمام أحمد حدثنا أبو معاوية حدثنا هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قال: قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش إذ عاهدوا، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله إن أمي قدمت وهي راغبة أفأصلها؟ قال: "نعم صلي أمك". أخرجاه وثمة أحاديث أخرى وليس فيها ذكر {لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ} وإنما في بعضها فأنزل الله تعالى: {لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ} .
٧ في تفسيره "١/ ١٤٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>