لقد أوسع الله الفتوح بعامنا ... وخيَّس منها المصعب المتابدا
أمورٌ نبت عنها العقول وأذعنت ... بأنَّ اختصاص الحظِّ لله موحدا
/ ٦٥ أ/ تحرَّك شخصا حرَّك الأرض جائلاً ... وهزَّ من الشُّهب الذَّوائب مصعدا
ولقَّبه بالنَّاصر الملك يوسف ... ونقَّبه نور المهابة سيَّدا
والهمه حسن الشمائل مجملًا ... وفهَّمه أسمى الفضائل محمدا
يزيد على عظم المرام تواضعًا ... ويدنو على بعد المقما تودُّدا
أتته وفود الخافقين فعاينوا ... حلى مالك قد أتلع .... فرقدا
ينوِّع أثناء النهار سياسة ... ويقطع آناء الدُّجى متهجِّدا
ويرمق أحوال المدائن حافظاً ... وينفق أموال ... فتنفدا
أحاط بملك الأرض خبراً وقوةً ... وحاط ضروب الخلق خيراً ومرفدا
فوفَّى بفضل من قضاياه مترعًا ... وأصفى لكلِّ من عطاياه موردا
وأروت نفوس السائلين بنانه ... فلم أدر بحراٌ مدِّ للناس أم يدا
سا بحسام واسترقَّ بأنعم ... وما المجد إلاّ في الشجاعة والنَّدى
فنمدحه حبًا ويعي تبرعًا ... فيعجزنا شأواً ويشأى ممجَّدا
رأيت علاه مالها .... مثلها ... بدائع نظم وامتداحاً مخلَّدا
فقلَّدته سلكًا عزيزاً وجوده ... كما لم نجد ملكًا يضاهي المقلَّدا
كذا فليكن صوغ القريض مسمَّطًا ... تفاصيل إعجاز ووشيًا منجَّدا
/ ٦٥ ب/ ولفظًا كما تحكي الدَّراريُّ تحته ... معان كما ترمي الأشعة أنجدا
قرائن أحوال ومعلم سيرة ... وحكمة أمثال وعلمًا منضَّدا
إذا الشِّعر لم يحك العلوم فقد حكى ... جعاجع أصوات ولغواً مفنَّدا
ولولا اصطناع الحلم لم يك باقلٌ ... ليحضر في ميدانً سحبان منشدا
لاوجه أرباب السماح طلاوةٌ ... تعلِّم طلاَّب النجاح التَّرددا
وقيمة قدر الشيئ قيمة ذكره ... فما راق وصفًا فاق صيتًا منددا