للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المولوية البدرية المطلة على دجلة- حرس الله منشئها- وهو ذو فضل واف وبشر وكياسة وسجاجة، وكان كثير التردد إلى مجلس الأمير الأصفهسلار، أمين الدين أبي المكارم لؤلؤ بن عبد الله البدري السلطان، فيقبل عليه، ويبالغ في إكرامه، ويرفع من قدره.

أنشدني لنفسه يمدح المولى الملك الرحيم، بدر الدنيا والدين، عضد الإسلام والمسلمين، أبا الفضائل أتابك، غرس أمير المؤمنين- خلّد الله ملكه- وأنشده إياها بظاهر البلد، بالجوسق المحروس، في جمادى، سنة إحدى وثلاثين وستمائة من حفظه: [من الوافر]

[ألا] يا مالكًا أمست سطاه ... يذلُّ لعزِّها الخطب الجسيم

ومن أضحت به الدُّنيا إذا ما ... دهى عوجٌ تقرُّ وتستقيم

بك افتخرت ملوك الأرض وطرًا ... فأنت البدر حيث هم النُّجوم

سموت علًا على كلِّ البرايا ... فما لك في النَّدى يومًا قسيم

وجدت على رقيق نداك عفوًا ... ببرءٍ عنده يشفى السَّقيم

فيمَّم بابك المحروس لمّا ... غدا يحدو به الحبُّ القديم

وباتت نفسه تشكو إليه ... غرامًا لا يقرُّ لها غريم

فقال لها رويدك فاستقرِّي ... فهذا المالك الملك الرَّحيم

بلغت بقربه أقصى الأماني ... ونالك عزُّ دولته المقيم

فبشرى بالَّذي قد نلت بشرى ... فهذا الفخر والشَّرف العظيم

وأنشدني لنفسه من قصيدة أولها: [من الطويل]

أيا ساكنًا بين الحشا والضَّمائر ... تعطف فإنَّ الصَّبر ليس بضائر

ويا من إذا ما شاء فتَّر لوعتي ... بنظرة وصلٍ بالجفون الفواتر

تصدَّق بوعدٍ يجعل اليأس قربةً ... من الوصل أو طيفٍ لكسري جابر

فوجدي مقيمٌ والتَّجلُّد راحلٌ ... وعمري مضى والسِّتر ليس بسائر

ويا عاذلي لا تلحني في معذِّبي ... فإنِّي على السُّلوان لست بقادر

يجور على ضعفي لأنِّي في الهوى ... وحيدٌ ولكن [ليس] عندي بجائر

ويقتلني بالهجر منه تغلُّبًا ... وإن كنت أزري في القتال بعامر

<<  <  ج: ص:  >  >>