سادتي بعدكم عدمت سروري ... وبقائي مع البعاد عجيب
من نواكم أخذت أوفى نصيبٍ ... أترى لي من اللِّقاء نصيب؟
أتراه يعيد شملي قريبًا ... ألريح اجتماع شملي هبوب؟
إن يسرُّ الشَّمال قومًا فإنّي ... أشتهي أينما تهبُّ الجنوب
وقال أيضًا: [من البسيط]
صبٌّ معنىًّ بمعسول اللَّمى كمد ... لم يبق فيه على حمل الضَّنى جلد
له من السُّقم ثوبٌ دام لابسه ... حلَّ القوى لبسه مذ أنحل الجسد
يبيت من طول همٍّ ساهرًا وله ... جفنٌ قريحٌ بترداد البكار مد
سقيًا لأيّامنا بالجزع إذ غفلت ... عنَّا الحوادث والواشون قد رقدوا
إذ بات من ريقه لي قهوةٌ ومن الـ ... ـخدود وردٌ ودرُّ الثَّغر منتضد
ومن ذؤابته ليلٌ وجبهته ... صبحٌ وقدٌّ كغصنٍ ما به أود
فذلك العيش لا شيءٌ يعادله ... عليه نار الجوى في القلب تتَّقد
ترى تعود ليالينا بمنعرج الـ ... ـلِّوى وهذا الجفا يقضى له أمد؟
هيهات هيهات ما في عودها طمعٌ ... ودون هذي الأماني ينفد الأمد
لا تأملنَّ صفاءً قطُّ مطَّردًا ... وإنَّما الرَّنق والأكدار تطَّرد
وكن مع الوقت فاقطف منه راحته ... فما ليوم التَّهاني والسُّرور غد
فبسمة الدَّهر لا تبقي على أحدٍ ... وإن شككت فقل لي هل نجا أحد؟
وقال أيضًا: [من الخفيف]
طال لبثي بدارهم ووقوفي ... باكيًا فقد مؤنسي وأليفي
وزمانًا بلعلعٍ لست منه ... في رياضٍ من تالدٍ وطريف
لست ألقى من الورى غير لومٍ ... أو سماعٍ [يبكي] وعذلٍ عنيف
ورقيبًا أمرَّ من فجعة البيـ ... ـن ولذع القنا وضرب السيوف
كان بدر السُّعود في برج وصلي ... ولحظِّي أمسى ببرج الكسوف
وقال: [من الخفيف]
ليس يثني الفؤاد عنه ملام ... فلماذا يلومني اللُّوَّام؟