وجمعته في نسب أجدادي وأخبارهم - رحمهم الله تعالى - فبقي عنده مدَّة يطالعه، ثم سيره بعد ذلك إليّ فتصفحته فوجدت في أثنائه ورقةً بخطّ يده متضمنةً هذه الأبيات من شعره.
قال الفقير إلى رحمة الله تعالى، الراجي رحمة رّبه؛ المبارك بن أبي بكر بن حمدان بن أحمد الموصلي مؤلف هذا المجموع: أعارني هذا الكتاب المذكور الصاحب الإمام أبو القاسم - فح الله في أجله - فكتبت منه فوائد خطيرةً، ونكتاً جليلة، أودعتها كتابي الذي ذيلته على معجم الشعراء لأبي عبيد الله المرزباني، ونقلة الأبيات المذكور من خطّ /١٩٩ أ/ ناظمها وقد صدَّرها بهذه الألفاظ المسجوعة وهي: "ولما وقفت على هذا النسب الأصيل، والحسب النبيل، والفخر الجليل، قلت:
[من الكامل]
نسب عليه من الغزالة بهجة ... تعشي ومن فلق الصَّباح بهاء
لا يحتوي إلاَّ على متوطِّد ... شرفاً تخر لفضله العظماء
أو أروع وسم الزَّمان بنانه ... بفضائلٍ تعنو لها الجوزاء
رب اللَّواء أبو جرادة عامر ... لهم به بين الأنام لواء
ولهم بخاتم مجدهم وكمالهم ... عمر الكمال على الأنام علاء
بحر العلوم وأين عذب مذاق ذا ... من طعم ذاك إذا تمطِّق ماء
قسماً أقول وان تقدَّمة الألى ... من قومه واتى به الأجزاء
فلقد سما وعلا بكلِّ فضيلة ... لا يستطيع لحاقها القدماء
فالسَّيف من نفس الحديد نجار ... وله على جنس الحديد سناء
/١٩٩ ب/ ومحمد من نسل آدم قد أتى ... وله عليه الفخر والعلياء
ومن شعره أيضاً في أهل البيت - صلوات الله عليهم وسلامة أجمعين: -
[من الكامل]
أنا في إسار غدائر ونواظر ... من كل أبيض ذي قوامٍ ناضر
ريَّان من مرح الصِّبا فكأنَّما ... رويت معاطفه بغيثٍ باكر
خمري ريقٍ لؤلؤيَّ ضواحك ... مسكيِّ صدغ صارميِّ محاجر
لله ليلتنا بكاظمةٍ وقد ... سمحت به الأيَّام بعد تهاجر