شَيٌ به يَسبي العَقَولَ سوى الذي ... يُدعى الجَمَال وَلَستُ أدري مَا هُو؟
وقد أعدت الجواب ولم أستعر له نظماً ملفَّقًا , ولا جلبت إليه حُسنًا منمقًا. بل أخرجته على رسله , وغنيت بصقال حُسنه عن صقله , فجاء كما تراه غير ممشوط ولا مخطوط؛ فهو يرفل في أثواب بذلته , وقد حوى الجمال بجملته. والحسن ما وَشَّته يدُ التصوير , ولا ما حشته يد التزوير.
وقد منح الله لساني من ذلك ما حسده عليه /٣٤ ب/ الروض الموشّح , والسِّمط المرصّع والقمر وهو ابن عشر وأربع. فَخُذ ما أدّته إليك حقيقة النظر , ودع ما نقلته أحاديث الخبر , ووازن بين حسن البداوة والحضر واعلم أنَّ هذا السيل من غير ذلك المطر؛ فما كُلّ من قال بماش ٍ في أثري , ولا رام عن وتري , ولا آخذ في وصدري , فإن النبوة غير الكعانة , ولا يستوي الحق والباطل في المكانة: من البسيط
وَلَيْسَ كُلُّ ذَوَات المخْلَبِ السَّبُعُ
ولا أستثني من هذا القول أحداً سوى المجلس , فإنه في الفضل شقيقي , كما أنه في الودِّ صديقي؛ فنحن رضيعا بيان , وإن لم نكن رضيعي لبان , وتوأما وداد , وإم لم نكن توأمي ميلاد فكلانا يقتدح من زناد صاحبه , ويأخذ من مذاهبه وحسبي فضلاً أن أحذو على مثاله ولو وقرت قلمي وقاره, وأسلبت على كلمي أستاره , لأكبرت أن ألقاه بهذا القول , وعلمت أنه أوتي علي بسطةّ في الطول لكني أردت أن أستعير من فضله ما أتجمل به في محضري , وأموّه به يوم مفخري؛ والا ّفالسماء نائية على المتطاول , وأين الثريا من/٣٥ أ/ يد المتناول.
فلصفح عماقلتُهً, وليسمح بما ترشحت له وما نلته, ورأيه أسم إن شاء الله تعالى ".