وقال خسرو في حاشية تفسير البيضاوي, وأما صاحب الكشاف فقال: إن في قول صاحب الكشاف كتعلم الفلسفة ما يرشدك إلى أن هذا الاجتناب عن تعلم السحر واجب احتياطاً, وإلى أنه كما لا يحرم تعلم الفلسفة للمنصوب للذب عن الدين يرد الشبه, وإن كان أغلب أحواله التحريم, كذلك السحر, إن فرض فشوه في ناحية, وأريد تبين فساده لهم ورجوعهم إلى الحق, وهذا لا ينافي إطلاقهم القول بتحريم تعلم السحر, انتهى.
قوله: إن فرض, يدل على أن عدم حرمة تعلم الفلسفة للمنصوب للذب إنما هو أن فرض فشو عقايد الفلاسفة [في ناحية وأريد تبين فسادها هم, ورجوعهم إلى الحق, لكن الفلاسفة] انقرضوا, والفلسفة اندرست ولا يغشيها إلا مدارسوها المتفلسفون, فلو فرض أنهم يظهرون, فإنما يظهرون ما ينجسونه, ثم إن السبكي قال في كتب معيد النعم: إنما يجوز النظر في علوم الفلاسفة للمتبحر في العلوم الدينية القادر على دفع شبهاتهم الداحضة, الواثق من نفسه على أنها لا يزحزحها رياح الأباطيل.