قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: ١٢٦] ونحوه قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ}[المؤمنون: ١٥] أي: ثم إنكم بعد تقلبكم في تلك الأطوار التي تخرق العقول، تموتون ويسلب منكم ذلك الكمال الذي من حقه أن يصان من النقص، لقوله:{فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون: ١٤]، وكذا قوله:{وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ}[النور: ٤٧]، نعلم أن {بَعْدِ ذَلِكَ} في هذا التركيب ليس من قبيل "ثم" في قوله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا}[البلد: ١٧]، بل هو عكسه، ويؤيد هذا التأويل ما رواه مسلم في "صحيحه" عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: دخلت عليه وأنا أرى في وجهه الغضب فقلت: يا رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء؟ فإن كنت طلقتهن فإن الله معك وملائكته وجبريل وميكائيل، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وقلما تكلمت- وأحمد الله بكلام- إلا رجوت أن يكون الله يصدق قولي الذي أقول، فنزلت.