قلت: قالوا: أبشرا؛ إنكارا لأن يتبعوا مثلهم في الجنسية، وطلبوا أن يكون من جنس أعلى من جنس البشر وهم الملائكة، وهم الملائكة، وقالوا:{مِّنَّا} لأنه إذا كان منهم كانت المماثلة أقوى، وقالوا:{واحِدًا} إنكارا لأن تتبع الأمة رجلا واحدا. أو أرادوا واحدا من أفنانهم ليس بأشرفهم وأفضلهم، ويدل عليه قولهم:{أَؤُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ مِنْ بَيْنِنَا} أي: أنزل عليه الوحي من بيننا، وفينا من هو أحق منه بالاختبار للنبوة؟
{أَشِرٌ} بطر متكبر، حمله بطره وشطارته وطلبه التعظم علينا على ادعاء ذلك.
{سَيَعْلَمُونَ غَدًا} عند نزول العذاب بهم، أو يوم القيامة {مَّنِ الكَذَّابُ الأَشِرُ} أصالح أم من كذبه؟ وقرئ:(ستعلمون) بالتاء، على حكاية ما قال لهم صالح مجيبا لهم. أو هو كلام الله تعالى على سبيل الالتفات.
من السير، يقول: إذا هز العيس هذان النوعان من السير ترى فتى حينئذ في مثل الجنون.
قوله: ("ستعلمون") أي: بالتاء الفوقانية: ابن عامر وحمزة.
قوله:(أو هو كلام الله على سبيل الالتفات) أي: قال سبحانه وتعالى لصالح عليه السلام: {سَيَعْلَمُونَ غَدًا} عند نزول العذاب بهم {مَّنِ الكَذَّابُ الأَشِرُ}، مسليًا لصالح فخاطبهم به صالح ـ_بالتاء الفوقانية_ وتحريره: أنه تعالى لما حكى المقالة التي جرت بين نوح وقومه، وهي قوله:{أَبَشَرًا مِّنَّا}، إلى قوله:{بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ} وجوابه عليه السلام: