{فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ} من الإخلاص وصدق الضمائر فيما بايعوا عليه، {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ} أي: الطمأنينة والأمن بسبب الصلح على قلوبهم، {وَأَثابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}، وقرئ:"وآتاهم"، وهو فتح خيبر غب انصرافهم من مكة، وعن الحسن: فتح هجر، وهو أجلّ فتح، اتسعوا بثمرها زمانًا، {وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَاخُذُونَها} هي مغانم خيبر، وكانت أرضًا ذات عقار وأموال، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم.
قوله:(وعن الحسن: فتح هجر): وفيه نظر؛ لأن "هجرًا" على ما ذكره صاحب "النهاية": "إما قرية قريبة من المدينة التي منها القلال، أو هجر البحرين"، ولم يذكر أحد من الأءمة أنه صلى الله عليه وسلم غزاها، وذكر محيي السنة:"أنه صلى الله عليه وسلم لما رجع من الحديبية أقام بالمدينة بقية ذي الحجة، ورجع بقية المحرم سنة سبع إلى خيبر".
قوله:(هي مغانم خيبر): "الغنم: معروف، والنغم: إصابته والظفر به، ثم استعمل في كل مظفور به من جهة العدا وغيرهم، والمغنم: ما يغنم، وجمعه مغانم".