إغواءكم؛ لتكونوا أثالنا، {فَإِنَّهُمْ} فإن الأتباع والمتبوعين جميعًا، {يَوْمَئِذ} يوم القيامة {مُشْتَرِكُونَ} في العذاب كما كانوا مشتركين في الغواية، {إِنَّا} مثل ذلك الفعل {نَفْعَلُ} بكل مجرم، يعني: أن سبب العقوبة هو الإجرام، فمن ارتكبه استوجبها. {إنَّهُمْ كَانُوا إذَا} سمعوا بكلمة التوحيد نفروا واستكبروا عنها وأبوا إلا الشرك.
{لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ} يعنون محمدًا صلى الله عليه وسلم، {بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ} رد على المشركين {وصَدَّقَ المُرْسَلِينَ} كقوله: {مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ}[البقرة: ٩٧]، وقرئ:(لذائقو العذاب) بالنصب على تقدير النون، كقوله:
الدلالة الموصلة إلى البغية، كذلك الإغواء لكن على العكس، ولذلك قابل الغي بالرشد في قوله:"استحبابكم الغي على الرشد".
قوله:(ولا ذاكر الله إلا قليلا)، أوله:
فألفيته غير مستعتب
قبله.
فذكرته ثم عاتبته .... عتابًا رقيقًا وقولًا جميلًا
أي: غير راجع بالعتاب عن قبح ما فعل. والأصل: ولا ذاكرًا الله إلا قليلًا، بالتنوين ونصب "الله"، إلا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين لا للإضافة، ولهذا كان منصوبًا، و"ذاكر" مجرور، عطف على "مستعتب".