الراغب: طويت طياً، وذلك كطي الدرج، وعليه قوله تعالى:(يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ)[الأنبياء: ١٠٤]، ومنه طويتُ الفلاة، ويعبرُ بالطي عن مُضي العمر، يقال: طوى الله عمره. وقوله تعالى:(وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ) بالزمر: ٦٧]: يجوزُ أن يكون من الأول وأن يكون من الثاني، والمعنى: مُهلكاتٌ. وقوله تعالى:(إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى)[طه: ١٢]، قيل: هو اسمٌ للوادي الذي حصل فيه، وقيل: إن ذلك جُعل إشارة إلى حالةٍ حصلت له على طريق الاجتباء، فكأنه طوى عليه مسافةً لو احتاج إليها أن ينالها بالاجتهاد لبعد عليه. وقيل: هو اسم أرض، فمنهم من يصرفه ومنهم من لا يصرفه. وقيل: مصدرُ طويتُ فيصرف ويفتح أوله ويكسر، نحو: ثني وثني، ومعناه: ناديته مرتين.
قوله:(وقيل: مرتين، نحو: ثنى)، الجوهري: قال بعضهم: مثل طوى، وهو الشيء المثني، وقال:"ثُنيت فيه البركة والتقديس مرتين".
الراغب: الاختيارُ: طلبُ ما هو خيرٌ وفعله، وقد يقال لما يراه الإنسان خيراً، وإن لم يكن خيرا، وقوله تعالى:(وَلَقَدْ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ) بالدخان: ٣٢]، يجوز أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى إياهم خيراً، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم، المختار في عرف المتكلمين يقال لكل فعل يفعله الإنسانُ لا على سبيل الإكراه، فقولهم: