الواو في لا (يَمْلِكُونَ) إن جعل ضميراً؛ فهو للعباد، ودلَّ عليه ذكر المتقين والمجرمين لأنهم على هذه القسمة. ويجوز أن تكون علامة للجمع، كالتي في «أكلونى البراغيث» والفاعل (مَنِ اتَّخَذَ)؛ لأنه في معنى الجمع، ومحل (مَنِ اتَّخَذَ) رفع على البدل، أو على الفاعلية. ويجوز أن ينتصب على تقدير حذف المضاف، أى: إلا شفاعة من اتخذ. والمراد: لا يملكون أن يشفع لهم، واتخاذ العهد: الاستظهار بالإيمان والعمل. وعن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم: «أيعجز
قوله:(والفاعلُ: (مَنْ اتَّخَذَ))، هذا على أن يكون الضمير في:(لا يَمْلِكُونَ) علامة للجمع. قال أبو البقاء:(إِلاَّ مَنْ اتَّخَذَ) استثناء متصلٌ إذا كان الضمير في (يَمْلِكُونَ) للمتقين والمجرمين. وقيل: هو في موضع رفع بدل من الضمير في (يَمْلِكُونَ)، أو في موضع نصبٍ على الاستثناء المنقطع".
الانتصاف: في هذا الوجه تعسفٌ لأنه إذا جعله علامةً ثم أعاد على لفظها الإفراد بضمير اتخذ كان إجمالاً بعد إيضاح، وهو عكس طريق البلاغة التي هي: الإيضاح بعد الإجمال، فالواو على إعرابه وإن لم تكن عائدة على "مَن" إلا أنها كاشفةٌ لمعناها كشف الضمير العائد له.
قوله:(وعن ابن مسعود، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه ذات يوم)، الحديثُ الدعاء إلى آخر، أورده الإمام أحمد بن حنبل عنه في مسنده مع تغيير يسير.