(أُولئِكَ): إشارة إلى المذكورين في السورة من لدن زكريا إلى إدريس عليه السلام. و «من» في (مِنَ النَّبِيِّينَ) للبيان، مثلها في قوله تعالى في آخر سورة الفتح:(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً)[الفتح: ٢٩]؛ لأن جميع الأنبياء مُنعم عليهم. و"من"
ولا خير في حلمٍ إذا لم يكن له … بوادر تحمي صفوه أن يكدرا
ولا خير في جهلٍ إذا لم يكن له … حكيمٌ إذا ما أوردا الأمر أصدرا
قيل:((مجدنا)): مفعولٌ له. ((مظهراً))، أي: مصعداً. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع بها قال:((لا يفضض الله فاك))، وإنه نيف على مئةٍ وكان من أحسن الناس ثغراً، والله أعلم بصحته.
قوله:(فاك) أي: أسنان فيك.
قوله:(لأن جميع الأنبياء منعمٌ عليهم) تعليلٌ لجعل ((من)) للبيان لا للتبعيض، لما يلزم من الثاني خروج بعضهم من أن يكونوا منعماً عليهم، وقال تعالى:(ومَن يُطِعِ اللَّهَ والرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصَّالِحِينَ)[النساء: ٦٩]، كذلك قوله:(وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وأَجْرًا عَظِيمًا)[الفتح: ٢٩]؛ لأن الضمير في (مِنْهُم) عائدٌ إلى قوله: (والَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ)[الفتح: ٢٩] إلى آخره، فإن جميعهم آمنوا وعملوا الصالحات لا بعضهم، وإن الله تعالى وعد الكل مغفرةً وأجراً عظيماً لا البعض.