للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المعنى .. قال ابن منظور في اللسان: "دع كلمة يدعى بها للعاثر في معنى قم، وانتعش، واسلم" (١).

القول الراجح:

إن كلا القولين محتمل كما ذهب إليه عدد من المفسرين منهم ابن عطية والقرطبي، الشوكاني، والقاسمي كما تقدم، وهو الذي رجحه ابن عاشور بناء على هذه القاعدة فهو يرى أن كلا المعنيين محتمل، وأن الفعل "دعهم"مستعملاً في حقيقته ومجازه.

قال ابن جزي في التسهيل: " ودع أذاهم يحتمل وجهين أحدهما لا تؤذهم فالمصدر على هذا مضاف إلى المفعول ونسخ من الآية على هذا التأويل ما يخص الكافرين بآية السيف والآخر احتمل إذايتهم لك وأعرض عن أقوالهم , فالمصدر على هذا مضاف للفاعل " (٢)

ولكن هناك اعتراض قد يورده بعضهم وهو أن بين هذه الآية والآية في سورة الأنفال: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ} (٣) تناقضا وتعارضا؛ إذ الآية الأولى تطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - تحريض المؤمنين وحثهم على القتال , بل والتجلد لقتالهم , بينما الآية الثانية تطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - يطيع الكافرين والمنافقين , وأن يدع أذاهم ولا يقابلهم بمثله ويكفيه التوكل على الله ,


(١) لسان العرب / ابن منظور، ج ٤، ص ٣٥٥، مادة: دعع.
(٢) التسهيل لعلوم التنزيل / ابن جزي، ج ٣، ص ٢٥٨.
(٣) سورة الأنفال، الآية (٦٥).

<<  <   >  >>