والحق أن الأدلة التي اتكأ عليها أولئك الراسخون من غير ما ذكرنا، ترشح القول بحمل التسبيح على الصلاة، بل وترجح من كفة الذهاب إلى أن الأولين منهما يمثلان في شريعتنا ركعتي الضحى، فقد ذكروا أن تخصيص هذين الوقتين بالذكر واختصاصهما بمزيد شرف، وشدة الموافقة فيهما لقوله تعالى:(أقم الصلاة طرفي النهار.. هود/١١٤) يصلح أن يكون سبباً لتعيينهما للصلاة والعبادة، فإن لفضيلة الأزمنة والأمكنة أثراً في فضيلة ما يقع فيهما من العبادات وهذا أصفى (١) ، ويشعر به مجيئ الأمر بالتسبيح في آية آل عمران عقب الأمر بالذكر الكثير، والتصريح فيها بقيام زكريا - عليه السلام - في محراب الصلاة، وذلك في قوله:(فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب.. آل عمران/٣٩) ، وكذا قوله في آية مريم:(فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً.. /مريم١١) ، كما يشعر به تقييد الوقتين بالباء كما في آيتي آل عمران وص، أو بالظرفية كما في آية مريم، وكذا الاحتجاج على مشروعية صلاة الضحى بآية (ص) .