مندوحة له لو فعل، وإيثاره على ذلك مناجاة ربه بالقول:(ربّ أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر.. آل عمران /٤٠) ... وأمر تسليم زمام شئونه إلى مولاه وخالقه حين خاطبه الملَك بقوله:(كذلكَ الله يفعل ما يشاء.. آل عمران/٤٠) ، وقوله:(قال كذلك قال ربك هو علىّ هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا.. مريم/٩) ... وأمر امتثاله حين طلب من ربه أن يجعل له آية تدل على العلوق، أو ليتلقى بها تلك النعمة بالشكر حين حصولها أو الوعد بها دون تأخير، حتى تظهر ظهوراً معتاداً (١) ... وأمر ملازمته أثناء كل ذلك وقبله وبعده، الثناء على الله بما هو أهل كما حكى القرآن عنه قوله:(رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء.. آل عمران/٣٨) ، وقوله:(رب لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين.. الأنبياء /٨٩) .
ولا عجب إذن لمن كان هذا حاله أن يقَابل ثناؤه على الله، بثناء منه سبحانه على وجه لائق به، وأن تأتي الشهادة له بذلك في قوله عز من قائل:(فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجة إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغباً ورهباً وكانوا لنا خاشعين.. الأنبياء/٩٠) .