كتاب الدر الفريد وبيت القصيد

١٢٣٠٤ - قَومٌ إِذَا احْتَضَرَ المُلُوكَ وُفُودُهُمُ ... نُتِفَتْ شَوَارِبُهُم عَلَى الأبْوَابِ

وَمِنْ بَابِ (قَوْمٌ إِذَا) قَوْلُ النَّاشِئُ فِي الكُتَّابِ (١):

قَوْمٌ إِذَا أخَذُوا الأقْلامَ مِنْ غَضَبٍ ... ثُمَّ اسْتَمَدُّوا بِهَا مَاءَ المَنِيَّاتِ

نَالُوا بِهَا مِنْ أعَادِيْهِمْ وإنْ بَعُدُوا ... مَا لا يُنَالُ بِحَدِّ المَشْرقيَّاتِ

[من الكامل]

١٢٣٠٥ - قَومٌ إِذَا ادَّرَعُوا الدُّجَى فَكَأَنَّمَا ... يَنْشَقُّ مِنْهُم لِلصَّبَاحِ عَمُودُ

بَعْدَهُ:

عَزَمَاتُهُمْ بَيْنَ السُّيُوفِ صوَارِمٌ ... وَقُلُوبَهُم تَحْتَ الحَدِيْدِ حَدِيْدُ

الأخْطَلُ يَهْجُو جَرِيْرًا: [من البسيط]

١٢٣٠٦ - قَوْمٌ إِذَا استَنْبَحَ الأضْيَافُ كَلْبَهُمُ ... قَالُوا لأُمِّهِم بُولِي عَلَى النَّارِ

قَوْلُ الأخْطَلُ يَهْجُو جَرِيْرًا: قَالُوا لأُمِّهم بُولِي عَلَى النَّارِ

يُقَالُ أنْ جَرِيْرًا تَوَجَّعَ مِنْ هَذَا البَيْتِ لَمَّا سَمِعَهُ تَوَجُّعًا شَدِيْدًا لِمَعْرِفَتِهِ بِمَا فِيْهِ مِنْ أنْوَاعِ القُبْحِ وَاللُّؤمِ وَقَالَ دِعْبلٌ هَذَا البَيْتُ لَيْسَ لِلأخْطَلِ وَإِنَّمَا هُوَ لِعَبْدِ اللَّهِ بن عَبْدِ الرّحْمَنِ مِنْ أهْلِ المُهَلَّبِ وَكُنْيَتُهُ أَبُو الأنْوَاءِ.

قَالَ أَبُو عَلِيّ مُحَمَّد بن الحَسَنِ الحَاتِمِيُّ: عِنْدِي أَنَّ هَذَا البَيْتَ هُوَ أهْجَا بَيْتٍ قَالتهُ العَرَبُ، لأَنَّهُ قَدْ اجْتَمَعَ فِيْهِ مِنْ أنْوَاعِ الهِجَاءِ مَا لَمْ يَجْتَمِع فِي غَيْرِهِ مِنْ ذَمِّهِمْ بِالبُخْلِ بِإطْفَاءِ النَّارِ لَيْلًا يَهْتَدُي بِهَا إلَيْهِم الضُّيُوفُ ثُمَّ بِالبخْلِ بإِيَقَادَهَا لِلسَّارِيْنَ لَيْلًا يَهْتَدُوا بِهَا وَبِالبُخْلِ عَلَى الجيْرَانِ بِأنْ لا يَقْبسُوا مِنْهَا ثُمَّ بِالضَنِّ بِحَطَبِهَا ثُمَّ أخْبَرَ عَنْ قِلَّتِهَا بِوَصْفِهَا أَنَّ بَوْلَةً تطْفِيْهَا ثُمَّ خَصَّ بِذَلِكً البَوْلَ العَجُوزُ وَهُوَ أنْزَرُ مِنْ بَولِ الشَّابَةِ وَوَصَفَهُمْ بِابْتِذَالِ أُمِّهم فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالِ فَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى عُقُوقِهِمْ وَعَلَى أَنَّهُ لا خَادِمَ لَهَمْ غَيْرَ

١٢٣٠٤ - البيت في ديوان جرير: ٥٦.
(١) البيتان في ديوان الناشئ الأكبر: ٩٠.
١٢٣٠٦ - البيت في ديوان الأخطل: ١٦٦.