للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُلاحَظ أن معدلات العلمنة آخذة في التزايد بين الأمريكيين اليهود في هذه الفترة حيث يتجلَّى ذلك في إقبال الشباب اليهودي على مختلف العبادات الجديدة مثل الماسونية والبهائية والانخراط فيها. وقد ورد في إحدى الإحصاءات أن ٥٣% من اليهود لا ينتمون إلى أبرشية دينية، أي لا يذهبون إلى المعبد. ومن النسبة الباقية، ذكر ٥٠% أنهم محافظون، وذكر ٣٠% أنهم إصلاحيون. وهناك نسبة ضئيلة في حركة اليهودية التجديدية ولكن هذه الحركة آخذة في الانتشار والاندماج مع اليهودية المحافظة. وهذه الفرق اليهودية هي صيغ مخفَّفة معلمَنة من اليهودية الحاخامية. أما الأرثوذكس، فلا تزيد نسبتهم عن ٢٠% من مجموع اليهود المرتبطين بأبرشية ما، أي أن الأرثوذكس أقل من ١٠% من يهود الولايات المتحدة. وفي إحصاء لعام ١٩٨٢ ـ ١٩٨٣، ورد أن النسبة انخفضت إلى ٦% وحسب. ويُلاحَظ أن اليهود الأرثوذكس يتركزون في تجمعات سكانية يمكنهم من خلالها الحفاظ على هويتهم الدينية الإثنية. وقد حدَّد ١٨% من الأمريكيين اليهود الهوية اليهودية على أساس ديني، بينما يرى ٦١% أن اليهود يشكلون تجمعاً إثنياً ثقافياً وحسب. وفي إحصاء عام ١٩٩٠، ظهر أن ٥% فقط يقيمون الشعائر الخاصة بالسبت (ويوقد ٤٤% شموع السبت) ، وأن ١٥% يمارسون الشعائر اليهودية الخاصة بالطعام المباح شرعياً. ولوحظ أن اليهود لا يقيمون الشعائر التي تتطلب ضبط النفس وتطويعها، بل يقيمون الشعائر الاحتفالية، مثل عيد الحانوكاه وعيد الفصح، وهو ما يدل على أن يهودية يهود أمريكا أمر مرتبط بتزجية أوقات الفراغ والترويح عن النفس أو تحقيقها، كما يدل على أنها غير مرتبطة بأداء الفرائض الدينية وتطويع النفس.

<<  <  ج: ص:  >  >>