للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى}: أي: يَجدُّ ويَحرص في قُرْبك والاستفادة منك.

{وَهُوَ يَخْشَى}: أي: يخاف اللَّه تعالى.

وقيل: أي: يزداد في العلم، كما قال: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].

{فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى}: أصلُه (١): تتلهَّى؛ أي: تشتغل، وإلى غيره تُقبِل.

{كَلَّا}: قيل: أي: لا تعدْ إلى مثلِه، وقيل: أي: حقًّا.

{إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ}؛ أي: إنَّ هذه العظةَ.

وقال الفرَّاء: أي: هذه السُّورة (٢).

وقال الكسائيُّ: يعني: إنَّ هذه الآية {تَذْكِرَةٌ}؛ أي: تذكيرٌ ووعظ.

{فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ}: أي: فمَن شاء من الخَلْق أَمكنه أن يتَّعظ به لوضوحه.

وقيل: أي: فمَن شاء اللَّه وفَّقه للاتِّعاظ فاتَّعظ به.

وقيل: شاء اللَّه لابن أمِّ مكتوم فذَكَرَه، ولم يشأْ للكافر فأنكرَه.

ولم يقل: (ذكرها) والأوَّل مؤنَّث؛ لأنَّه يرجع إلى الوحي، أو إلى القرآن، أو إلى المذكور، أو إلى الوعظ، أو إلى التَّذكير.

{فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ}: أي: هذه التَّذكرة مُثْبتةٌ {فِي صُحُفٍ}: جمع صحيفة، وهي ما يكتب فيه الشَّيء {مُكَرَّمَةٍ}؛ أي: عند الملائكة وعند المؤمنين، وإن كان يستخِفُّ بها الكافر.

وقيل: منزَّهة عن الخطأ والباطل.

{مَرْفُوعَةٍ}: قيل: هي رفيعة المكان لأنَّها في السماء السابعة.


(١) في (أ): "أي".
(٢) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٣٦).