للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{وَالْمُؤْتَفِكَاتُ بِالْخَاطِئَةِ}: أي: وقرى قوم لوط المنقلِبةَ بأهلها.

{بِالْخَاطِئَةِ}: أي: الخطيئة؛ أي: جاؤوا بالخطيئة.

وفسَّرها فقال: {فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ}؛ أي: خالفوه وكذَّبوه {فَأَخَذَهُمْ}: أي: ربُّهم {أَخْذَةً رَابِيَةً}: أي: بالغةً زائدةً على القَدْر المعروف عند النَّاس في العذاب.

{إِنَّا لَمَّا طَغَى الْمَاءُ} يعني: تجاوز الحدَّ المعروف في العِظَم حتَّى غرَّق الأرض إلَّا مَن شاء اللَّه، وهو ماء الطُّوفان في زمن نوح عليه السَّلام.

قال ابن عبَّاس ومجاهد: {طغى}: كثر (١).

وقال قتادة رحمه اللَّه: ارتفع على كلِّ شيء خمسة عشر ذراعًا (٢).

{حَمَلْنَاكُمْ}: أي: حملنا أجدادكم، وهم نوح عليه السلام والمسلمون من ولده وزوجاتهم.

{فِي الْجَارِيَةِ}: أي: في السَّفينة التي اتَّخذها نوح عليه السلام بأمرنا.

* * *

(١٢ - ١٣) - {لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (١٢) فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}.

{لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً}؛ أي: عِظَة، فقد أنجينا بها المؤمنين، وأغرقنا الكافرين؛ لتقتدوا أنتم بالفرقة النَّاجية دون الهالكة.

{وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ}: أي: ولتحفظَ هذه التذكرةَ أُذُنٌ حافظة، وتكونَ مودَعة في صدورهم.


(١) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٢١٩ - ٢٢٠).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ٢١٩).