وقيل: أي: مِن بقاء، على المصدر، كالكاذبة والخاطئة؛ أي: فهل ترى أنت أو أحد من النَّاس أحدًا بقيَ مِن نسلِ أولئك؟ أليس قد بادوا فما بقيَ أحدٌ منهم ولا مِن نسلهم؟
قال ابن جُريج: كانوا سبع ليال وثمانية أيَّام أحياءً في عذاب اللَّه تعالى من الرِّيح، فلمَّا أمسَوا اليومَ الثَّامن ماتوا، فاحتملتْهم الرِّيح فألقتهم في البحر، فذلك قول اللَّه تعالى:{فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ}، وقوله تعالى:{فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ}[الأحقاف: ٢٥].
قال: وأُخبرْتُ أنَّ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"عذَّبهم بُكرةً، وكشف عنهم العذاب في اليوم الثَّامن حين كان اللَّيل"(١).
(١) رواه ابن المنذر، كما في "الدر المنثور" للسيوطي (٨/ ٢٦٦). وإلى قوله: "مساكنهم" ذكره القرطبي في "تفسيره" (١٨/ ٢٦١).