للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسن وقتادة: {مَهِينٍ}: مكثارٍ في الشَّرِّ (١).

من المهنة، وهي السَّعي في أسباب البيت والخدمة، فعيل بمعنى فاعل.

{هَمَّاز}: غيَّاب (٢) وقَّاع في النَّاس.

وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما: مغتاب (٣).

{مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ}: كثيرِ المشي بالنَّميمة.

وقال الفرَّاء: النَّميم والنَّميمة لغتان في المصدر (٤).

وهي التَّضريب بين النَّاس بنقل الكلام الذي يُغلظ قلوبَ بعضهم على بعض، ويوقع الفساد والقطيعة بينهم.

* * *

(١٢ - ١٣) - {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ (١٢) عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ}.

{مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ}: كثير المنعِ نفعَه عن غيرِه، وقيل: بخيلٍ بالطَّعام.

وقال الخارجة: كان الوليد بن المغيرة إذا كانت أيَّام منًى أمرَ مناديًا ينادي: ألَا لا يوقدنَّ أحدٌ تحتَ بُرْمَةٍ، ألَا ومَن أرادَ الحَيْسَ فليأتِ الوليد بن المغيرة، فيطعم أهل منًى حيسًا ثلاثة أيَّام ما أكلوا، ويتقدَّم إليه المسكين فيسأله فلا يعطيه شيئًا، فنزلت فيه: {مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ}، كان ينفق في الحجَّة الواحدة عشرين ألفًا أو أكثر، ولا يعطي المسكين درهمًا (٥).


(١) رواه الطبري عنهما في "تفسيره" (٢٣/ ١٥٨).
(٢) في (أ): "عياب".
(٣) في (أ): "عياب". ورواه الطبري في "تفسيره" (٢٣/ ١٥٩) بلفظ: "يعني: الاغتياب".
(٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ١٧٣).
(٥) ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢١/ ١٥٥)، ولم يعزه لأحد. والحيس: تمر يخلط بسمن أو أقط. =