للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

فهدَيْتُكَ، ووجدتُكَ عائِلًا فأَغْنَيْتُكَ، ألم أشرَحْ لكَ صدرَكَ، ألم أضَعْ عنكَ وِزْرَكَ، ألم أرفَعْ لكَ ذِكْرَكَ (١)؟!

وقيل: أوحى اللَّهُ إليه: إنَّكَ القاسِمُ بين الجنة والنار.

وقيل: أوحى إليه: إنَّ الجنَّةَ مُحَرَّمَةٌ على الأنبياء حتى تَدْخُلَها أنتَ، وعلى الأُمَمِ حتى تَدْخُلَها أُمَّتُكَ.

وقيل: أوحى إليه: خصَصْتُكَ بحوضِ الكوثر، فكلُّ أهلِ الجنَّةِ أضيافُكَ بالماء، فلهم الخَمْرُ واللَّبَنُ والعَسَلُ.

وقيل: أوحى اللَّهُ إليه: إنِّي ضَمِنْت الرزقَ لعبادي وأُمَّتُكَ لا يَثِقون بذلك، وخلقْتُ (٢) النارَ لأعدائي وهُم يجتهدون أنْ يدخلُوها، وأنا لم أُطالِبْهم بعمَل الغدِ وهُم يَطْلُبون مني رِزْقَ الغدِ، وأنا لا أُعْطِي رِزْقَهم غيرَهم وهُم يُؤَدُّون طاعتي لِرؤية غيري، وأنا المُعِزُّ والمُذِلُّ وهُم يَرْجُون ويخافون غيري، وأنا المُنْعِمُ عليهم وهم يشكُرون لغيري.

يُروى هذا عن فاطمةَ رضي اللَّه عنها: أنها سألَتْ رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عن هذا، فقال هو هذا (٣).


(١) رواه الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (٣٩٦٦)، والطبراني في "الأوسط" (٣٦٥١)، والحاكم في "المستدرك" (٣٩٤٤)، والثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ٢٢٥)، والواحدي في "الوسيط" (٤/ ٥١١)، والبيهقي في "الدلائل" (٧/ ٦٣) والبغوي في "تفسيره" (٨/ ٤٥٥) عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وذكره القرطبي في "تفسيره" (١٧/ ٩٢) عن سعيد بن جبير، والقشيري في "لطائف الإشارات" (٣/ ٤٨٢) من غير نسبة.
(٢) في (أ) و (ر): "وجعلت".
(٣) لم أقف عليه.