للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{ثُمَّ دَنَا}: جبريلُ مِن الأرض.

{فَتَدَلَّى}: أي: فاسترسَلَ إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

وقيل: نكَسَ رأسَه لِتَبْلِيغِ وحيِ اللَّه تعالى إلى محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-.

{فَكَانَ}: قُرْبُ ما بينهما {قَابَ قَوْسَيْنِ}: أي: قَدْرَ قوسين.

وقيل -وهو قول ابن عباس-: أي: قَدْرَ ذِراعين (١)، ويُسَمَّى الذِّراعُ قوسًا؛ لأنَّه يُقاسُ به المَذْروعُ؛ أي: يُقَدَّرُ.

{أَوْ أَدْنَى}: قيل: بل أدنى مِن ذلك، فلم يكن بالقَريبِ المُلاصِقِ، ولا بالبعيد المانع مِن التَّمَكُّن مِن النَّظَر إليه، وهو المقدارُ المعقولُ مِن مَجالسِ الخَواصِّ مِن العُظَماء في الدنيا، وهو يَجْمَعُ تقريبًا مِن العَظيم للمُجالس، وتعظيمًا مِن المُجالِسِ له (٢).

* * *

(١٠ - ١١) - {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى (١٠) مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى}.

{فَأَوْحَى}: أي: بلغ جبريلُ الوحي.

{إِلَى عَبْدِهِ}: أي: إلى عبد اللَّه.

{مَا أَوْحَى}: أي: ما أوحى اللَّهُ تعالى إلى جبريل، وأمرَه أنْ يُبَلِّغَه إلى المصطفى -صلى اللَّه عليه وسلم-.


= "تفسيره" (٩/ ١٣٧) من غير نسبة. وذكره الماوردي في "تفسيره" (٥/ ٣٩٢) عن مجاهد.
ورواه عن قتادة عبدُ الرزاق في "تفسيره" (٣٥٢١) في تفسير قوله تعالى: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ}.
(١) رواه عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه كما في "الدر المنثور" (٧/ ٦٤٥). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٣٨).
(٢) في (أ): "تقريبًا من العظيم للجالس وتعظيمًا من الجالس" وفي (ف): "تقريبًا من العظماء للجالس وتعظيمًا من الجالس له".