للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ}: أي: الباسِطون، فلا نطلُبُ منهم عِوَضًا على ذلك، وجعلنا (١) ذلك لمنافعهم لا لِحاجةٍ بنا.

* * *

(٤٩) - {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}.

{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ}: أي: وخلَقْنا (٢) مِن كلِّ شيءٍ لونين يكون أحدُهما مُزاوِجًا للآخَر: إما مِن شَكْلِه، وإما مِن خلافه؛ كالليل والنهار، والنُّور والظُّلْمة، والذَّكَر والأنثى، والشتاء والصيف، والجن والإنس، والبُكْرَةُ والعَشِيُّ، والبَرُّ والبحر، والشمس والقمر، والسهل والجبل، وكذا الألوان والطُّعوم والأَرايِح والأصوات والملموسات؛ لِيَسْتَدِلُّوا بذلك على كمال قُدْرَتِنا أنَّا نفعَلُ ذلك باختيارِنا، وليس ذلك كالذي يَظْهَرُ مِن الشيء المُسَخَّر بطَبْعِه أنه نوعٌ واحدٌ؛ كالنارِ شأنُها التَّسْخين، والثَّلْجِ شأنُه التَّبريد، والماءِ شأنُه التَّرْطيب.

{لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}: أي: لِتَتَفَكَّروا وتَعْلَموا ذلك، وتَسْتَدِلُّوا به على قُدْرَتِنا على البعث بعد الموت.

* * *

(٥٠) - {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}.

وقولُه تعالى: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ}: أي: فانقَطِعوا إليه بطاعتِكم، فهو الواحدُ الخالقُ مِن كلِّ شيءٍ زوجين، وهو الواحدُ الفَرْدُ لا زوجَ له.


(١) في (ر) و (ف): "وفعلنا".
(٢) في (ر): "وجعلنا".