وقولُه تعالى:{وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا}: أي: ويُسرَعُ بالمؤمنين أيضًا إلى الجنة، وبيَّنَ اختلافهما في هذه الحالة في آية أخرى، فقال: {يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (٨٥) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا} [مريم: ٨٥ - ٨٦]، فالمُتَّقون يجيئون إليها مُكْرَمين رُكْبانًا، والمجرمون يُدَعُّون إليها دعًّا.
و (سِيق): ظاهرُه ماضٍ، ومعناه مستقبل؛ لأنَّه أمرٌ كائنٌ لا محالةَ، فأُلْحِق بالموجود.
وقولُه تعالى:{حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا}: قيل: الواو: مُقْحَمةٌ زائدة (١)؛ كما في قوله:{وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ}[الصافات: ١٠٣]، وفي قوله:{وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ}[يوسف: ١٥].
وقيل: هي عاطفة، وجواب {حَتَّى إِذَا} مُضْمَر في آخرها.
قال الزجاج: قال المبرد: جوابُه المُضْمَر في آخر الآية: سُعِدوا، ونحو ذلك.
قال: وقيل: معناه: حتى إذا جاؤوها وقد فُتِحَت أبوابها.