وقولُه تعالى:{وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ}: أي: مِمَّن يتكلَّفُ إظهار خلاف الإضمار، بل أنا على ما عرفتُموني به مِن الصدق والأمانة ومحاسن الأخلاق، ولو كان تكلُّفًا مني لظهر على تطاول الزمان خلافُه، وذلك دليل صدقي في دعوى رسالتي.
وقيل: وما أنا مِن المتكلِّفين في القرآن كما يقولون: إنه يختلِقُه، بل هو وحي من اللَّه إليَّ، وما أنا بقائل ما لا عِلْم لي به.
وقولُه تعالى:{إِنْ هُوَ}: أي: وما هو، يعني: القرآن.
{إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}: ختَمَ السورة بما بدأَها به، فإنه قال:{وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ}، وكذا قال في أثنائها:{وَاذْكُرْ}، {وَاذْكُرْ}، {وَاذْكُرْ}، {وَاذْكُرْ}، {وَاذْكُرْ}، {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ}.
{وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ}: وهو ما قال: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ} على الوجوه الثلاثة.