{أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ}: أي: عن النبأ على الوجوه الثلاثة.
وقولُه تعالى:{مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ}: هو إقامة البُرْهان على دعوى الرسالة، يقول: ما كان لي مِن عِلْم باختصام الملائكة في أمر آدم، وهو ما ذُكِرَ في قوله:{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا}[البقرة: ٣٠] الآيات، وإنما علِمْتُ بإعلام اللَّه تعالى، فدلَّ ذلك على رسالتي إذ علِمْتم أني لم أُسافرْ ولم أُخالطْ مَن يخبرني به ممَّن قد علِمَه، وإنما علِمْتُه بوحي اللَّه تعالى إليَّ.