للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقيل: لمَّا أسلمَ عمر رضي اللَّه عنه شقَّ ذلك على قريش، وفرِحَ به المؤمنون، فقال الوليد بن المغيرة للملأ مِن قريش: امشوا إلى أبي طالب، واثبُتوا على آلهتكم، وكانوا خمسةً وعشرين رجلًا، منهم الوليد بن المغيرة، وهو أكبرهم سنًا، وأبو جهل بن هشام، وأبيٌّ وأميةُ ابنا خلف، وعُمير بن وهْب، وعُتْبةُ وشيبةُ ابنا ربيعة، وعبد اللَّه بن أبي أمية، والعاص بن وائل، والحارث بن قيس، وعدي بن قيس، والنَّضْر بن الحارث، وأبو البَخْتَريِّ (١) بن هشام، وقُرْط بن عمرو، وعامر بن خالد، ومَخْرَمة بن نَوْفل، وزَمْعَة بن الأسود، ومُطْعِم بن عدي، والأخنسُ بن شَرِيق، وحُوَيْطِب بن عبد العُزَّى، ونبيهٌ ومُنبهُ ابنا الحجَّاج، والوليد بن عُتْبة، وهشام بن عمرو بن ربيعة، وسُهيلُ بن عمرو، فقال لهم الوليد: امضوا إلى أبي طالب، فأتوا أبا طالب وقالوا له: أنت شيخُنا وكبيرُنا، وقد علِمْتَ ما فعل هؤلاء السفهاء، وإنَّا أتيناكَ لِتَقضيَ بيننا وبين ابن أخيك، فأرسلَ أبو طالب إلى النبي عليه السلام فدعاه، فقال له بمَشْهَدٍ منهم: يا ابن أخي! هؤلاء قومُك، فلا تمِلْ كلَّ الميل على قومك، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وما يريدون مني"، قال: يقولون: ارفِضْنا وارفِضْ ذِكْرَ آلهتنا وندعْكَ وإلهكَ، فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتُعْطُون أنتم كلمة واحدة تملكون بها العربَ، وتدينُ لكم بها العجمَ؟ "، فقال أبو جهل مِن بينهم: يا محمد! لَنُعْطِيَكَها وعَشْرَ أمثالها، فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "قولوا: لا إله إلا اللَّه"، فقاموا ونفَروا من ذلك وقالوا: {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ} أي: الآلهةَ التي لنا والآلهةَ التي لغيرنا {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا} الذي يقوله محمد {لَشَيْءٌ عُجَابٌ}؛ أي: لأمرٌ عَجيبٌ (٢).


(١) في (ر) و (ف): "البُحْتُري".
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٠/ ٢٣) عن السدي. وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ١٧٨)، والزمخشري في (٤/ ٧١) من غير سند.
وروى أصله مختصرًا الترمذي (٣٢٣٢)، والنسائيُّ في "الكبرى" (٨٧١٦)، والإمام أحمد في =