للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد ويحيى بنُ سعيد: إنَّها تُشابه ثمارَ الدُّنيا في اللون والطعم جميعًا، أي: هي تُشبه ثمارَ الدُّنيا في لونها وطعمها (١)، وفي ذلك ترغيبُهم في طلبِ ما عرفوه في الدُّنيا بلونه وطعمه.

وقال مجاهد في رواية: أي: يُشْبه بعضها بعضًا في الألوان، ويختلف في الطعوم (٢)، وفي ذلك زيادةُ نشاطٍ لهم حيث وجدوا ممَّا تتَّفق صُوَرها ما تتفاوت (٣) معانيها.

وقال أبو زيد والأشجعيُّ (٤): التَّشابه في الأسماء دون الألوان والطعوم، فلا تُشبه ثمارُ الجنَّة شيئًا من ثمار الدُّنيا في لون ولا طعم، وإنَّما تتَّفق أساميها لا غير، وفي ذلك ترغيبُهم في وجوه (٥) لذَّات لم يَعهدوها ولا يَقفون على غايتها.

وقيل: معناه: {وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا}؛ أي: متماثلًا في كلِّ الأوقات علىّ


(١) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١/ ٤١٥).
(٢) في (أ): "الطعم"، والأثر رواه عنه الطبري في "تفسيره" (١/ ٤١٤ - ٤١٥).
(٣) في (ر) و (ف): "تتقارب".
(٤) قوله: "والأشجعي" كذا قال المؤلف، ومثله في "النكت والعيون" للماوردي (١/ ٨٦)، ولعله وهم، والصواب: ابن عباس، وسبب الوهم سياق الطبري في "تفسيره" (١/ ٤١٦) حيث قال: (حدثني أبو كريب، قال: حدثنا الأشجعيّ (ح)، وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا مؤمَّل، قالا جميعًا [يعني: الأشجعي ومؤمل]: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظَبْيَان، عن ابن عباس، قال أبو كريب في حديثه عن الأشجعي: لا يشبه شيءٌ مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء. وقال ابن بشار في حديثه عن مؤمل، قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء). فالخبر كما ترى لابن عباس، لكن قد يوهم ظاهره أنه للأشجعي.
(٥) في (ر) و (ف): "وجود".