للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال ابنُ عباسٍ رضي اللَّه عنهما: أي: مِن الذي جَعَلْتُموه لي ندًّا، فقد سَبَق ذكرُه.

وقال ابن كَيسان: أي: من مثلِ محمدٍ من (١) البشر؛ لأنه بشرٌ مثلكم، وقد سبق ذكره في قوله: {عَلَى عَبْدِنَا}.

وقال الإمام أبو منصورٍ رحمه اللَّه: أي: ائتوا أنتم بمثل ما أتى به (٢) هو، إذ أنتم وهو سواءٌ في الجوهر والخلقة واللسان، وليس هو أولى بالاختلاقِ منكم (٣).

وقيل: أي: من مثل محمدٍ من (٤) رجلٍ أميٍّ لا يقرأ ولا يكتب، وهذا أبلغ في قطع الأوهام، فإن (٥) النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- مع أنه لا يكتبُ ولا يقرأ، ولا ينظر في الكتب، ولم يسمع القَصَص من الناس، أَخبر بنزول هذا الكتاب، فلا شبهةَ في أنه لم يختلِقْه من تلقاء نفسه، ولم يأتِ به إلا بوحيٍّ من ربِّه.

وقال مجاهدٌ وقتادةُ: أي: مِن مثلِ هذا القرآن (٦). وقد سَبَق ذكرُه في قوله: {مِمَّا نَزَّلْنَا}.

ثم القرآنُ وإن كان لا مثلَ له لأنه صفةُ اللَّه تعالى وكلامُ اللَّه ووحيُ اللَّه (٧)، ولا مثلَ لصفاته كما لا مثلَ لذاته، لكن معناه: مِن مِثْلِه على زَعْمكم، فقد كانوا


(١) في (ف): "في".
(٢) "به": ليست في (ف).
(٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (١/ ٤٠١).
(٤) "من": من (أ).
(٥) قبلها في (ر) و (ف): "وقال".
(٦) رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (١/ ٣٩٦ - ٣٩٧).
(٧) في (أ): "وكلامه ووحيه" بدل: "وكلام اللَّه ووحي اللَّه".