للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ}: اي: العُصْبة {بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ}: إن كانوا صادقين فهلا أقاموا أربعة شهود (١).

قوله تعالى: {فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ}: {عِنْدَ اللَّهِ}؛ أي: في حكم اللَّه؛ كما يقال: جوابه عند أبي حنيفة رحمه اللَّه كذا وعند الشافعي كذا، وهذا في كلِّ الناس: مَن قذف ولم يُقم عليه بينةً فهو كاذبٌ في حكم الشرع، به يسمى وإليه ينسب وإن كان صادقًا في الباطن، ولو أقام بينةً عُدَّ صادقًا وإن كان كاذبًا في الباطن.

وقيل: {عِنْدَ اللَّهِ}؛ أي: في علم اللَّه، وهذا يكون في حديث عائشة رضي اللَّه عنها على الخصوص؛ لأن اللَّه تعالى علِم كذبَ قذفِها (٢).

وتأويل الآية على هذا القول: لولا جاؤوا عليه بأربعة شهداء فيكونَ لهم حجةٌ في الظاهر على صدقهم، فإذ (٣) لم يأتوا بالشهداء فاعلموا أنهم عنده (٤) كاذبون في الباطن كما هم كاذبون عندكم في الظاهر.

وفائدة هذا الكلام: أنهم لو أتوا بأربعة شهداء لكانوا غيرَ كاذبين في الظاهر، وكاذبين في الباطن.

* * *

(١٤) - {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.


(١) "فهلا أقاموا أربعة شهود" ليس في (ف).
(٢) في (ف): "لأن اللَّه تعالى كذَّب قذَفَتَها".
(٣) في (ف): "وإن".
(٤) في (ف): "عندي".