وقوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}: أي: ذلك الذي أخبرتُكم أني فاعلُه هو بأني قادر على ما أشاء؛ أُدخل الليلَ في النهار وأُدخل النهار في الليل بنقصان أحدهما وزيادة في الآخر، وبأني أنا السميع للأصوات والبصير للمبصَرات لا يخفى عليَّ شيء، ولا يخفى عليَّ المطيع من العاصي، والمؤمنُ من الكافر، والمهاجر من القاعد، ومتبع الشيطان من المخالِف، فلكلِّ واحد جزاءٌ مني على وَفْق عمله لا أعجز عنه.
وقوله تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ}: أي: ما ذكرتُه من آيات قدرتي بأني أنا اللَّه المستحِقُّ للإلهية، ومَن كان إلهًا حقًّا كان قادرًا على كلِّ شيء، مصرِّفًا كلَّ شيء على ما أراد.
{وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ}: قرأ نافع وابن عامر بتاء المخاطبة، والباقون بياء المغايبة (١).
{هُوَ الْبَاطِلُ}: أي: الأصنامُ خاليةٌ عن هذه الصفات، فبطَل وصفُها بالإلهية.
{وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ}: أي: العالي على كلِّ شيء بالقهر والسلطان، دون توهُّم المكان.