للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ}: أي: في شكٍّ من إلقاء الشيطان، وقيل: من الحق.

وقوله تعالى: {حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ}: أي القيامةُ {بَغْتَةً}: فجأةً.

{أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}: قيل: يومٌ لا خيرَ فيه ولا فرحَ كالريح العقيم التي لا مطر معها؛ قاله الضحاك (١).

وقيل: يوم لا ليلةَ بعده كالعقيمِ لا ولد لها (٢).

واختُلف في ذلك اليوم:

قال قتادة: هو يومُ بدر (٣)، قُتلوا فيه فلم يكن لهم بعده ليلةٌ في الحياة، والشكُّ يزول للكافر إذا مات، ويزول أيضًا بالقيامة.

وقال أيضًا سعيد بن جبير وعكرمة: هو يومُ القيامة لا ليلةَ بعدها (٤).

ومعنى الجمع بين الساعة وبينه: أن الأول ذكرُ القيامة والثاني ذكرُ عذاب يوم القيامة.


(١) ذكره الواحدي في "الوسيط" (٣/ ٢٧٧)، وابن الجوزي في "زاد المسير" (٥/ ٤٤٥)، وانظر التعليق الآتي.
(٢) روي هذا القول عن الضحاك. انظر: "تفسير الطبري" (١٦/ ٦١٦)، و"غريب القرآن" لابن عزير (ص: ٣٣٧)، و"الهداية" لمكي (٧/ ٤٩٢١)، و"تفسير الثعلبي" (٧/ ٣١)، و"تفسير البغوي" (٥/ ٣٩٦)، و"الدر المنثور" (٦/ ٧٠) عن عبد بن حميد وابن أبي حاتم. ورواه عنه أيضًا ابن عدي في "الكامل" (٧/ ٢٩٣). ورواه الطبري أيضًا (١٦/ ٦١٦) عن عكرمة، وابن أبي حاتم عن مجاهد، وعبد بن حميد وابن المنذر عن سعيد بن جبير. انظر: "الدر المنثور" (٦/ ٧٠).
(٣) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (١٩٤٧) ثم قال: ذكره عن أبي بن كعب، ثم روى بعده برقم (١٩٤٨) عن قتادةَ قال: (بَلَغني أنَّ أُبيَّ بنَ كعبٍ كان يقول: أربعُ آياتٍ نزلت في يومِ بدرٍ هذه إحداهنَّ: {يَوْمٍ عَقِيمٍ}: يومُ بدرٍ. . .).
(٤) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٣٧) عن عكرمة.