للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال عطاء: على مَهَلٍ (١).

وقال مجاهدُ ومقاتلٌ: على ترسُّلٍ (٢).

وقيل: على هِيْنةٍ.

* * *

(١٠٧) - {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}.

وقوله تعالى: {قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا}: أي: {قُلْ} يا محمد لهؤلاء المشركين الذين يقولون لك: {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا} الآيات: {آمِنُوا بِهِ}؛ أي: بالقرآن {أَوْ لَا تُؤْمِنُوا}، وليس بتخييرٍ، ولا جمعٍ بين الأمر والنهي، لكنه وعيدٌ وإخبارٌ أنهم إن آمنوا فلا نفعَ لنا وإن لم يؤمنوا فلا ضررَ علينا، النفعُ لكم والضَّررُ عليكم، وليس في ترككم الإيمانَ ما يُبطل الحقَّ الذي نزل به، وقد آمَن به مَن هو أعلم بالدِّين (٣) منكم، وهو قولُه تعالى:

{إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ}: أي: من قبلِ نزول القرآن وهم مؤمنو أهل الكتاب مثلَ عبد اللَّه بن سلام وأصحابه {إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ} القرآنُ (٤) {يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا}: جمعَ الذقنَ وهو مجمع اللَّحْيين، وأراد بها الوجوه، وهذا عن ابن عباسٍ وقتادة.


(١) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ١٤٠) دون عزو بلفظ: (على تؤدة ومهل).
(٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ١١٧ و ١١٨) عن مجاهد بلفظين: (على ترتيل)، و (على تؤدة). وبلفظ (على ترتيل) ورد في "تفسير مقاتل" (٢/ ٥٥٥). ولعل المعنى في جميع هذه الأقوال واحدٌ؛ فقد قدم الطبري لقولي ابن عباس ومجاهد بقوله: (وقوله: {لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} يقولُ: لتقرأه على الناسِ على تُؤَدَةٍ، فتُرَتِّلَه وتُبَيِّنَه، ولا تَعْجَلَ في تلاوته فلا يُفهَمَ عنك).
(٣) في (أ): "بالذين"، وفي (ر): "بالذين آمنوا"، وسقطت الجملة من (ف)، والصواب المثبت.
(٤) "القرآن" ليس من (أ).