للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وقال الحسنُ: {الْمُسْتَقْدِمِينَ}: السَّابقون إلى الطَّاعات، {الْمُسْتَأْخِرِينَ}: المُبَطِّؤون عنها (١).

وقال عليُّ بنُ أبي طلحةَ: هذا في الصُّفوف، وذلك أنَّ النِّساءَ كُنَّ يخرجْنَ إلى الجماعات، فتقوم النِّساء صفوفًا خلفَ صفوفِ الرِّجال، فكانَ يتأخَّرُ بعضُ (٢) مَن في قلبِة رِيبةٌ إلى الصَّفِّ الآخير، وتتقدَّم بعضُ النِّساء في الصَّفِّ لذلك، لتقرُبَ مِنَ الرِّجال، وكانت امرأةٌ مِنْ أحسنِ النِّساءِ وجهًا تصلِّي مع النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فربَّما ينظرُ الرَّجلُ مِن تحتِ إبطِهِ إليها، فنزلَتِ الآية (٣).

وذكرَ ابنُ عبَّاسٍ رضي اللَّه عنهما في هذه القصَّة: كان بعضُ المسلمين يتقدَّمُ في الصَّفِّ الأوَّلِ لئلَّا تفتنَه هذه المرأة، وبعضُهم يتأخَّر، فإذا سجدوا نظروا إليها مِن تحتِ أقدامِهم، فنزلَتْ (٤).

وقال مقاتل بن حيَّان: نزلَتْ في صفِّ (٥) القتال (٦).

وقال سفيان بن عيينة: يعني: مَن يسلِمُ، ومَن لا يسلِمُ (٧).


(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٥٢ - ٥٣).
(٢) "بعض" من (ف).
(٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٣٨) عن أبي الجوزاء وابن أبي طلحة عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. ورواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٥٣ - ٥٤) عن أبي الجوزاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.
(٤) رواه الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٥٤)، والحاكم في "المستدرك" (٣٣٤٦) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما من طريق أبي الجوزاء.
(٥) "صف" من (أ).
(٦) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٣٨)، ورواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢٢٦١) عن مقاتل بن سليمان، وزاد فيه: قال معتمر: فحدثت أبي فقال: لقد نزلت هذه الآية قبل أن يفرض القتال.
(٧) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٣٣٨)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ٣٧٧).