للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

على حسبِ الحاجةِ إليهِ والصَّلاحِ به في معايشِهم (١).

وقيل: {وَأَنْبَتْنَا فِيهَا}؛ أي: في الجبال (٢) {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ}؛ أي: مِنَ الأشياءِ الموزونةِ مِنَ الذَّهبِ والفضَّةِ والنُّحاسِ والرَّصاصِ وسائرِ جواهرِ المعادنِ كلِّها وزينةً (٣).

* * *

(٢٠) - {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ}.

وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا}: أي: في الأرضِ {مَعَايِشَ}: جمع معيشةٍ، وهي وجهٌ يُقامُ به العيشُ مِنْ حرفةٍ أو تجارةٍ أو زراعةٍ.


(١) روى هذا القول الطبري في "تفسيره" (١٤/ ٣٤ - ٣٦) عن ابن عباس وسعيد بن جبير وأبي مالك والحكم بن عتيبة وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك وأبي صالح.
(٢) في (ر) و (ف): "الأرض"، والمثبت من (أ) وهو الصواب. انظر: "معاني القرآن" للفراء (٢/ ٨٦)، و"تفسير الطبري" (١٤/ ٣٦) ورواه عن ابن زيد، و"تأويلات أهل السنة" (٦/ ٤٢٩)، و"تفسير الثعلبي" (٥/ ٣٣٥)، و"البسيط" (١٢/ ٥٧٠) ونقله عن الكلبي، ثم قال: (وهذا قول ابن زيد والحسن واختيار الفراء).
قلت: واستبعده الطبري بقوله: وأولى القولين عندنا بالصواب القول الأوّل؛ لإجماع الحجة من أهل التأويل عليه.
وتعقب هذا القول أيضًا الماتريدي بقوله: وهذا كأنه ليس بصحيح؛ لأنه لا يقال في الذهب، والفضة والحديد: إنه أنبت في الأرض؛ كما يقال ذلك للنبات وما ينبت فيها، وإنما يقال للذهب، والفضة، والحديد: جعلنا فيها، أو خلقنا فيها.
(٣) قوله: "وزينة" كذا في النسخ، والذي في المصادر: (من الأشياء التي توزن) أو نحو هذه العبارة، انظر التعليق السابق.